أهلًا بالجميع.
.
.
أعتقد أن العنوان يوضّح مبتغى التدوينة لكن سأترك لكم هنا تفسير ابن باز إن أحببتم الاستماع إليه.
.
إن فكرة الانشغال بالنفس عن العالم و تغييرها في فكرة مسالمة من الدرجة الأولى، وهي أكثر ما نسمعه اليوم في تحفيز الذات بعبارات مختلفة مفادها تغيير العالم يبدأ منك. و قد نستصعب الفكرة أو نراها مبالغة، لكنني سأترك وجهة نظري هنا و تستطيع ترك وجهة نظرك في التعليقات أيضًا.
.
لماذا التغيير يبدأ مننا؟ لأننا بحد ذاتنا جزء من العالم، و تغييرنا يعني تغير العالم و إن كان بنظرك لا يعد شيئًا فهو يعد الكثير و الكثير.
.
لماذا التغيير فينا يغير من العالم؟
.أولًا أحب أن أبدأ ببيت محبب لقلبي ويعود للشاعر حافظ إبراهيم:
.
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق
والذي يشير بوضوح إلى أن الأم أساس في الأسرة متى ماكانت مثال حسن و استطاعت تربية أبنائها بما هي عليه، فإن العالم يتغير بتغير الأمهات. وهذا بالتأكيد ليس شرطًا و لكنه مساعد بشكل كبير، و أقول بأنه ليس شرط لأنّ العالم له من التأثير فينا ماله، و لأن من الصعب اقتصار هذه التأثيرات على عامل واحد وهو الأم و التربية و إن كان لها دور كبير لا شك فيه.
.
الفكرة هنا هو أن تغيير شخص واحد مثل الأم سيحدث فرقًا. ولكن أوحده تغيير الأم لأنها فرد مؤثر يستطيع تغيير العالم؟ لا، لأننا في وسط كبير و نرى منه الكثير، من المحيط الاجتماعي الصغير الذي نعيش فيه أو نمضي فيه أغلب يومنا، إلى وسائل التواصل الاجتماعي الكثيرة التي أصبحت جزء لا يتجزأ من حياة الناس بشكل غالب.
.
سأبدأ بمثال صغير، فتغييرك من ناحية مثلًا الترتيب و النظام في البيت -على الغالب- سيجعل منك مثل أعلى لأخوك الأصغر، وهذا يعني تغيير شخصين في العالم للأفضل! وتغييرك كشخص مسؤول في عملٍ ما، و ذو منصب قد يؤثر في المرؤوسين من تحتك أيضًا. و فعلك لأمر مستحسن كشخص مؤثر في الوسط الاجتماعي لك صوت و سمعة، من الممكن أن يجعل من محبيك القيام بنفس الأمر.
.
إنني لستُ أتحدث من اللا شيء، و يمكنك أن ترى تأثير أي شخص مفضل/ مثال لك عليك، يمكنك رؤية ذلك في الجماهير و المعحبين، يمكنك رؤية الفرق حتى في أصدقائك منك. حتى أطفالنا اليوم تجدهم يتقمصون دور من حولهم في سن مبكر، وهذا يعني تأثير شخص قد يحدث فرقًا هائل!
.
إن التفكير بمدى التغير الذي قد يحدث من تغيرك شيء مذهل حقًا، نحنُ أينما كنا أناس نتأثر و نؤثر بقصد أو بدون قصد مننا. نحن نمتص الأمور من حولنا حتى من غير أن نشعر. و شاهد نفسك حين تتابع مسلسلًا ما أو تصحب رفقة ما، كيف تلاحظ أنك بدأت تأخذ من حديثهم أو تصرفاتهم بدون شعور منك.
.
إن انشغال كلًا منا بعيبه، يمنعنا من الحديث الفارغ في الآخرين و الذي قد لا ننجو منه كثيرًا و إن كنا نحاول و نردد دومًا في حال استيائنا من أيًا كان “الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرًا من خلقه و فضلنا عنهم تفضيلًا”.
.
كبيئة نعيش فيها اليوم نحن، هي بيئة أفضل بكثير مما عاش فيه أهلنا و أجدادنا، التطور الذي حدث هائلًا بالفعل و كثيرٌ ممن عاش لم يكن يتخيل كل هذا. تغييرنا اليوم و محاولة السعي نحو الأفضل على نحو شخصي/أخلاقي/معرفي/ علمي، سيغير فيمن بعدنا حتى، نحن نستطيع فعلًا ترك بصمتنا لجيلٍ قادم، و تغيير بسيط مهما كان سيحدث فرقًا.
.
و علينا فعلًا محاولة التغيير، علينا فعلًا إنقاذ كوكبنا و الناس والكائنات الحية جميعها و تحويلها للأفضل، لأننا مسؤولون، و متى ما استشعرنا هذه المسؤولية سنتغير. ألم يمرّ عليك نقاش في إحدى وسائل التواصل و بقيت متسائلًا لماذا كل هذه النقاش و تحويل المواضيع لشكل شخصي و البدء في السب و القذف بشكل تعيس جدًا رغم أن الموضوع ببساطة هو وجهات نظر مختلفة؟
.
يمكنك بالتأكيد تحليل الموضوع و اختيار طرف للوقوف معه، لكنني أوقن بأن لو كل شخص انشغل بما فيه لتغير العالم. أخيرًا، ولأن الله لا يغير مابقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم. فالنقطة الأولى تبدأ مننا، لا جلد ذات سينفعنا ولا تنظير. متى مابدأنا، بادرنا و غيرنا سنصل.
مدونة حنان 
هدى- بالمفكرة
/ جانفي 19, 2017اللهم غيرنا للأفضل دائماً
جزاك الله خيرا على كلماتك
حنان
/ أكتوبر 4, 2017آمين، أجمعين.
abeer17s
/ جانفي 19, 2017👌🏼
ميمونة الحسياني
/ فيفري 7, 2017تدوينه لا أملك أن أقول فيها أنها رائعه فعلا بكل المقاييس
.
/ فيفري 8, 2017هذا من لطفك ميمونة، سعيدة جدًا بذلك