سؤال اليوم : هل تعيش كما تريد؟

image

كل عام أصدقائي القرّاء بخير و مرحبا  مجددًا في التدوينة الأولى لشهر أكتوبر

سؤال اليوم : هل تعيش كما تريد؟

يوم عن يوم أتساءل كم شخص يعيش في هذه الأرض من أجل حلمه؟
كم شخص يستطيع أن يقول “لا” للأمور التي يرفضها و “نعم” للأمور التي يجد نفسه فيها؟

.

.

كم أو بالأحرى هل هناك أشخاص يتساءلون عن عدد العادات التي تقيّدهم رغم بطلانها أو وقوفها أمام مرادهم في هذه الحياة ، و هل يعلمون أصلًا بأنّ لا أساس لها؟ يعيش كثيرًا من الأحياء مقيدين بـ أشخاص / عادات / سلوكيات نشؤوا بها وظنّوا أنها واجبة ، أو على روتين وأحلام أُناس آخرين ، وبعد عمر طويل يعض الكثير أصابع الندم على ما فات.

.

.يبهرونني أولئك الذين توقفوا في منتصف حياتهم لينعطفوا للاتجاه الذي أرادوه حقًا لأنفسهم ، والذي كانت أعينهم مغمضة عنه لانغماسهم في العقل الجمعي الذي كان يأمرهم دون شعورهم بفعل ماهو معتاد في محيطهم والعيش عليه.

.

كثيرًا ما تسمع وخاصة للطلبة الجامعيين دخولهم لتخصص ما لأنه مضمون دون ميلهم من الأساس له أو حتى شعورهم بالمتعة وهم يتدارسونه ، أو حتى اختيارهم له كان لأجل صديق مقرّب أو قريب له ، دون حتى أي درجة من التفكير في الموضوع.

وهب الله لنا عقولًا ، مما يعني من المفترض أن يكون لكل شخص ما وجهة نظر معينة يتبناها حسب معرفته بالأمر وأسلوبه الخاص واختياراته التي تمثله حسب ما يمليه عليه عقله ، أسلوبنا المعيشي قد يتكيف غالبًا مع الأشخاص الذين نعيش معهم لكن هذا لا ينافي أبدًا كون أنّ لك طريقة ترتيب معينة / هواية / وما إلى ذلك، لكن الكثير يسعى في حياته مسلمًا عقله ورأيه واختياراته لمن حوله متكلًا تمام الاتكال عليهم .

.

أنا هنا لستُ أسعى لأن أخبركم بأن تكونوا شاذين عمّن حولكم ، منتقدين لما يجري حولكم ، لكنني أقول تمامًا بأنّ هذه ليست طريقة للعيش ، لا أحد سيتحمل نتيجة اتكالكم اللاشعوري عليهم ، ولا أحد سيخبرك بأنك على خطأ لأنك اخترت التخصص الذي يُعتبر الأفضل رغم أنه لا يناسبك ، ولا أحد سيُشعرك بأنك تفعل ما يُملى عليك من محيطك ومن خلال عقلك الجمعي لأنّ لا أحد يسعى لأن يجعلك تستخدم عقلك الفردي في اختياراتك وكلامك وأسلوبك.

.

يؤلمني كثيرًا حين أشاهد أحدهم يساير دائمًا من معه فيتحول حديثه واهتمامه وجُل مايفعله كمن معه. احذروا أن تنغمسوا في اللحاق بالآخرين واقتماص ما يفعلونه ، تأكدوا أن رغباتكم هي التي تعيشونها اليوم وليست رغبات الآخرين ؛ كونوا أنفسكم تمامًا وبحرية لأن الله وهبنا كل هذا لنعيش بالطريقة التي تمليها علينا عقولنا ، امنحوا عقولكم فرصة التفكّر دائمًا ، اسألوا أنفسكم دائمًا إن كان ماتفعلونه اليوم يرضيكم أو لأن محيطكم يفعل ذلك فعلتموه.

المقالة التالية
أضف تعليق

6 تعليقات

  1. جانب الطرح وزاويته مع السبك سليقةً أعطا دفعة استفزازية تتحول سريعاً لتطوير 🙂
    بورك فكرك وقلمك ❤

    رد
  2. بإختصار

    كتابات هي كأنك أنا

    رد
  3. لا يُمل من قرائتها

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

  • الأرشيف

  • Goodreads

  • تحديثات تويتر